(كلام) هو في المنام إذا أتى به الإنسان بلغات شتى دل على عي أنه يملك ملكاً عظيماً لقصة سليمان عليه السلام وكلام الموتى هو كذلك بلا تفسير وكذلك كلام كل الطيور لصاحب الرؤيا هو مبشر بنيل الملك عظيم وعلم وفقه.
ومن رأى جملاً أو كبشاً أو ناقة أو دابة من الدواب تكلمه وتقول رأيت رؤيا ولم تذكر الرؤيا ولم تقصها فإنه يحدث لصاحب الرؤيا قتال وحرب وخصومة أو هلاك أو ذهاب ملك.
ومن رأى كلباً أو فهداً أو بزياً قال رأيت رؤيا فإنه بشراه بغنيمة أو فائدة أو سرور وكلام الطير كله صالح جيد فمن رأى أن الطير تكلمه ارتفع شأنه.
ومن رأى أن الحية كلمته بكلام لين لطيف أصاب سروراً وخيراً من عدو ويعجب الناس منه.
ومن رأى أن دابة كلمته فإنه يموت لقوله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم}.
(من رأى) أن رأسه أو أنفه تكلم فإن ما ينسب إلى ذلك العضو يفتقر أو تصيبه نائبة شديدة وإن كلمته شجرة أو كلمه شيء مما يوافق صاحب الرؤيا دل على نيله من ذلك أمراً يتعجب منه الناس وكلام الطفل كيفما قاله في المنام فهو حق وربما دل سماع كلام الطفل على الوقوع في المحذور وإن كان الرائي من أرباب الخير اطلع الناس منه على التفاتات غريبة أو يقف على أمر غريب أو يراه أو يسمع به في مصره وكلام الجماد صلح أو موعظة وكلام الحيوان ربما كان عذاباً ونقمة وكلام الشجر علو شأن وكلام الأموات فتنة وكلام الجوارح نكد من الأهل واقتراف ذنب والكلام على ألسنة الشخوص في ترقيصهم دليل على إحضار الجان والكلام على ألسنتهم أو الفتنة والشرور والكلام من كل شيء إن وافق كتاب اللّه أو سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو المعقول كان مقبولاً ومحلاً للتأويل وكان خيراً في حق سامعه ويجب إتباعه وما كان مخالفاً لكتاب اللّه أو سنة رسوله عليه السلام فهو محذور يجب اجتنابه وإذا كلمه شيء من أعضائه فهو نصح يجب قبوله من أهله وذويه أو شريكه أو أقربائه لأنهم الشهداء يوم القيامة عند اللّه تعالى على جحد فعله بهم وكلام الحيوان يدل على الإذعان والميل إلى صحبة الإخوان والأنس بأهل الطاعة والانقطاع أو الاكتساب وكلام الجدار إنذار بالفراق والإنس بالآثار لأن المؤمن يأنس بها كمن يحدثها وتحدثه وكلام الشجر دليل على المشاجرة وربما دل ذلك على رفع قدر الرائي لأن ذلك من معجزات النبي صلى اللّه عليه وسلم أو على سلامة مذهبه وهدايته لخطاب اللّه تعالى لموسى عليه السلام من الشجرة وكلام العدو في المنام يدل على انقضاء مدة الهجر والسابق منهما بالكلام مسبوق أو يكون كما رأى ومن سمع في المنام هاتفاً يأمر أو ينهي أو زجر وبشارة فهو كما هو بلا تأويل وكلام اللّه تعالى للعبد في منامه يوم القيامة خاصة يدل على رفع المنزلة والقرب من ولاة الأمور والأعمال الصالحة وحسن السيرة والسريرة وكلامه سبحانه في القيامة لعباده عاماً يدل على ظهور العدل والإنصاف وعلى التفات الملك إلى الرعية بالإنعام والإكرام وإن كان الرائي من أهل التجريد تجرد عن الدنيا وأقبل على الآخرة.