تفسير رؤيا محمد المصطفى ﷺ في الأحلام

حديث عن رؤية النبي ﷺ

أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد البصري بتنيس قال حدثنا علي بن المسافر قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: حدثني عمي، قال أخبرني أبو بشر عن إبن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل بي”، قال أبو سلمة قال أبو قتادة قال رسول الله ﷺ : “من رآني فقد رأى الحق”.

حديث آخر عن رؤية النبي ﷺ

وأخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي في دمشق قال حدثني أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي عن محمد بن المصفى الحمصي عن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن مسلم عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ قال: “من رآني في المنام فلن يدخل النار”.

حديث عن دخول النار

وحدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأصفهاني بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام قال حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل عن محمد بن المصفى عن بكر بن سعيد عن سعيد بن قيس عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ : “لن يدخل النار من راني في المنام”.

فوائد رؤية النبي ﷺ

قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه: قد بعث الله محمداً ﷺ رحمة للعالمين فطوبى لمن رآه في حياته فاتبعه وطوبى لمن يراه في منامه، فإنه إن رآه مديون قضى الله دينه، وإن رآه مريض شفاه الله، وإن رآه محارب نصره الله، وإن رآه مسرور حج البيت، وإن رؤي في أرض جدبة أخصبت أو في موضع قد فشا فيه الظلم بدل الظلم عدلاً أو في موضع مخوف أمن أهله هذا إذا رآه على هيئته، وإن رآه شاحب اللون مهزولاً أو ناقصاً بعض الجوارح فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان وظهور البدعة، وكذلك إن رأى كسوة رثة.

رؤية النبي في أحوال مختلفة

وإن رأى أنه شرب دمه حباً له في خفية، فإنه يستشهد في الجهاد. وإن رأى أنه شرب علانية دل ذلك على نفاقه ودخل في دم أهل بيته وأعان على قتلهم. وإن رآه كأنه مريض ففاق من مرضه، فإن أهل ذلك المكان يصلحون بعد الفساد، وإن رآه عليه الصلاة والسلام راكباً، فإنه يزور قبره راكباً، وإن رآه راجلاً توجه إلى زيارته راجلاً، وإن رآه قائماً استقام أمره وأمر إمام زمانه، وإن رآه يؤذن في مكان خراب عمر ذلك المكان.

علامات أخرى في الرؤيا

وإن رأى كأنه يؤاكله فذلك أمر منه إياه بإيتاء زكاة ماله. وإن رأى أن النبي ﷺ قد مات، فإنه يموت من نسله واحد. وإن رأى جنازته في بقعة حدثت في تلك البقعة مصيبة عظيمة. وإن رأى أنه شيع جنازته حتى قبر، فإنه يميل إلى البدعة. وإن رأى أنه قد زار قبره أصاب مالاً عظيماً. وإن رأى كأنه إبن النبي وليس من نسله دلت رؤياه على خلوص إيمانه. وإن رأى كأنه أبو النبي عليه الصلاة والسلام دل على وهن دينه وضعف إيمانه ويقينه.

رؤيا أخرى متعلقة بالنبي ﷺ

ورؤيا الرجل الواحد رسول الله ﷺ في منامه لا تختص به بل تعم جماعة المسلمين، روي أن أم الفضل قالت لرسول الله ﷺ : رأيت في المنام كأن بضعة من جسدك قطعت فوضعت في حجري، فقال: “خيراً رأيت تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيوضع في حجرك”، فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام فوضع في حجرها. ورُوي أن إمرأة قالت: يا رسول الله رأيت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي قال: “تلد فاطمة غلاماً فترضعيه فولدت الحسين فأرضعته”.

نعمة رؤية النبي ﷺ

وإن رأى النبي ﷺ قد أعطاه شيئاً من مستحب متاع الدنيا أو طعام أو شراب، فإنه خير يناله بقدر ما أعطاه، وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ وغيره، فإنه ينجو من أمر عظيم إلا أنه يقع به أذى وتعب. وإن رأى أن عضواً من أعضائه عليه الصلاة والسلام عند صاحب الرؤيا قد أحرزه، فإنه على بدعة.

رؤية النبي ﷺ مع علي بن أبي طالب

في سمعت أبا الحسن علي بن البغدادي بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: قال إبن أبي طبيب الفقير: كان بي طرش عشر سنين فأتيت المدينة وبت بين القبر والمنبر فرأيت نبي الله ﷺ في المنام فقلت: يا رسول الله أنت قلت من سأل لي الوسيلة وجبت له شفاعتي قال: “عافاك الله ما هكذا قلت ولكني قلت: من سأل لي الوسيلة من عند الله وجبت له شفاعتي” قال فذهب عني الطرش ببركة قوله عافاك الله.

قصة عبد الله بن الجلاء

حكى عبد الله بن الجلاء لمحالة دخلت مدينة رسول الله ﷺ وبي فاقة فتقدمت إلى قبر رسول الله له فسلمت عليه وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ثم قلت: يا رسول الله بي فاقة وأنا ضيفك ثم تنحيت ونمت دون القبر فرأيت النبي ﷺ جاء إلي فقمت فدفع إلي رغيفاً فأكلت بعضه وانتبهت وفي يدي بعض الرغيف.

رؤية القاري الهروي

وعن أبي الوفاء القاري الهروي قال: رأيت المصطفى ﷺ في المنام بفرغانة سنة ستين وثلاثمائة وكنت أقرأ عند السلطان وكانوا لا يسمعون ويتحدثون، فانصرفت إلى المنزل مغتماً فنمت فرأيت النبي ﷺ كأنه تغير لونه، فقال لي عليه الصلاة والسلام: “أتقرأ القرآن كلام الله عز وجل بين يدي قوم يتحدثون ولا يسمعون قراءتك لا تقرأ بعد هذا إلا ما شاء الله”، فانتبهت وأنا ممسك اللسان أربعة أشهر فإذا كانت لي حاجة أكتبها على الرقاع فحضرني أصحاب الحديث وأصحاب الرأي فأفتوا بأني آخر الأمر أتكلم، فإنه قال: “إلا ما شاء الله” وهو استثناء.

الشفاء من الطرش

فنمت بعد أربعة أشهر في الموضع الذي كنت نمت فيه أولاً فرأيت النبي ﷺ في المنام يتهلل وجهه، فقال لي: “قد ثبت”. قلت: نعم يا رسول الله، قال: “من تاب تاب الله عليه أخرج لسانك”، فمسح لساني بسبابته وقال: “إذا كنت بين يدي قوم وتقرأ كتاب الله فاقطع قراءتك حتى يسمعوا كلام الله”، فانتبهت وقد انفتح لساني بحمد الله ومنه.

قصة الرجل المياسير

وحكي أن رجلاً من المياسير مرض فرأى رسول الله ﷺ ذات ليلة كأنه يقول له: “إن أردت العافية من مرضك فخذ لا ولا”، فلما استيقظ بعث إلى سفيان الثوري رضي الله عنه بعشرة آلاف درهم وأمره أن يفرقها على الفقراء وسأله عن تعبير الرؤيا، فقال: “معنى قوله لا ولا الزيتونة، فإن الله تعالى وصفها في كتابه، فقال: لا شرقية ولا غربية، وفائدة مالك ارتفاق الفقراء بك”، قال فتداوى بالزيتون فوهب الله له العافية ببركة استعماله أمر رسول الله ﷺ وتعظيمه رؤياه.

قصة علي بن عيسى

وبلغنا أن رجلاً أتى رسول الله ﷺ في المنام فشكا إليه ضيق حاله، فقال له: “اذهب إلى علي بن عيسى وقل له يدفع إليك ما تصلح به أمرك”، فقال: يا رسول الله بأي علامة قال: “قل له بعلامة إنك رأيتني على البطحاء وكنت على نشز من الأرض فنزلت وجئتني فقلت ارجع إلى مكانك”، قال وكان علي بن عيسى قد عزل فردت إليه الوزارة، فلما انتبه جاء إلى علي بن عيسى وهو يومئذ وزير فذكر قصته، فقال: “صدقت ودفع إليه أربعمائة دينار، فقال: اقض بهذه دينك ودفع إليه أربعمائة دينار أخرى، فقال: اجعلها رأس مالك فإذا أنفقت ذلك ارجع إلي”.

قصة مراد من أهل البصرة

وذكر رجل أسمه مراد من أهل البصرة وكان يبيع الطيالسة قال: بعث ساجاً من بعض ولاة الأهواز وكنت أختلف إليه في ثمنه فسب أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما فمنعتني هيبته من الرد عليه، فانقلبت وأنا مغموم فبت ليلتي كذلك فرأيت النبي ﷺ في المنام فقلت له: “يا رسول الله إن فلاناً سب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما”، قال: “ائتني به” فجئت به، فقال: “أضجعه” فأضجعته، فقال: “اذبحه” فتعاظم الذبح في عيني فقلت: “يا رسوله الله اذبحه”، فقال: “اذبحه” حتى قالها ثلاث مرات فأمررت السكين على حلقه فذبحته، فلما أصبحت قلت: أذهب إليه أعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله ﷺ فذهبت، فلما بلغت داره سمعت الولولة فقيل إنه مات.

رؤية ابن سيرين

وأتى ابن سيرين رجل غير متهم في دينه قلقاً، فقال: إني رأيت البارحة في النوم كأني قد وضعت رجلي على وجه رسول الله ﷺ ، فقال له: “هل بت البارحة مع خفيك؟” قال: “نعم” قال: “فاخلعهما” فخلعهما فكان تحت إحدى رجليه درهم عليه “محمد رسول الله ﷺ “.