رؤيا الطيران وأما الطيران والاستقرار فإنهما يؤولان على أوجه: فمن رأى أنه يطير كالطير من مكان إلى مكان فإنه يدل على السفر وعلو قدره بمقدار علوه من الأرض في الطيران.
ومن رأى أنه طار إلى السماء فإنه يحصل له مضرة عاجلاً، وإن لم ينزل من طيرانه فإنه يدل على ارتحاله من الدنيا.
ومن رأى أنه يطير بغير ريش فإنه يتغير من حال إلى حال.
ومن رأى أنه يطير من سطح إلى سطح آخر فإنه يطلق إمرأته ويتزوج بغيرها أو يشتري جارية.
ومن رأى أنه طار إلى عنان السماء فإنه يدل على الحج.
ومن رأى أنه طار من دراه إلى دار مجهولة فإنه يدل على قرب أجله فليتب إلى الله.
ومن رأى أن له أجنحة لا تشبه أجنحة الطيور فإنه يحصل له أمر عظيم بحيث يتعجب منه الناس.
ومن رأى أنه يطير إلى السماء ثم ينزل إلى الأرض فإنه يمرض بحيث يشرف على الموت ويعافى بإذن الله تعالى.وحكى أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال له: رأيت كأني أطير في السماء والأرض فقال له أنت رجل تكثر المنى.
ومن رأى كأنه طار فوق جبل فإنه يصيب ولاية يجتمع له فيها الملك، وإن سقط على شيء نال ذلك الشيء، وإن لم يصلح للولاية دلت رؤياه على أنه يمرض ويشرف في مرضه على الموت أو يقع منه خطأ في دينه والطيران يدل على سفر إذا كان بجناح، وإن لم يكن بجناح فإنه انتقال من حال إلى حال، وإن بلغ في طيرانه ما قصد نال في سفره خيراً.
ومن رأى أنه طار من أرض إلى أرض نال قوة.
ومن رأى أنه طار من سفل إلى علو بغير جناح نال أمنيته وارتفع بقدر ما علا.
ومن رأى كأنه طار كما تطير الحمامة نال عزاً.
ومن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء فإنه يموت.
ومن رأى أنه يطير من مكان إلى مكان وكان طيرانه عرضاً فإنه يتوجه إلى موضع لم يعهده أو يسافر سفراً وينال فيه رفعة على قدر ما استعلى من الأرض أما الطيران فيؤول بالتمني هذا إذا رؤي كثيراً، وأما الطيران لأهل الصلاح فيؤول بطلب العلم ويكون مبلغه فيه بقدر استعلائه ولأهل الفساد بطلب الفسوق والشر ولغيرهم بطلب أمر قد جد فيه.
ومن رأى أنه طار مصعداً مستوياً فإنه حصول ضرر له بقدر صعوده واستعلائه، وإن أستقر من ذلك الطيران خلص من ضرر.
ومن رأى أنه يطير وهو واقف مكانه فإنه يصيب خيراً وأحسن الطيران ما كان نحو القبلة.
ومن رأى أنه طار ثم استقر بمكان معروف فإنه يؤول بقطع السفر إذا كان فيه، وإن لم يكن فيه فلا بد له من السفر ووصوله إلى مكان يريده سالماً.
ومن رأى أنه طار وهو راكب، فإن كان صاحب منصب فهو مفارقة ذلك المنصب، وإن لم يكن فهو مفارقة عز هو فيه، وإن طار المركوب معه في سفر فإنه منصب، وإن استقر هو ما يركبه على الأرض فهو حصول عز.
لابن شاهين – رؤيا الوثب والسفر والانتقال والطيران والاستقرار ونحو ذلك