رؤيا النار والشرر من رأى ناراً بلا دخان فإنه يتقرب إلى الملوك والسلاطين وتنحل أشغاله المنعقدة وتتيسر أموره الصعاب.
ومن رأى أن أحداً ألقاه في النار ولم يحرقه فإنه يؤول على جور السلطان عليه ثم بعد ذلك يرضى عنه سريعاً ويحظى ببشارة لقوله عز وجل ” قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً “. وإن أحرقته النار فإنه يسافر بكره أو يحصل له ضرر أو مرض أو يقع في محنة أو عناء ومصيبة وبلاء، وإن قوى لهب النار الذي أحرق فيها وخرج منها صوت عظيم فإن المحنة والبلاء والمصائب التي اتصلت إليه تكون بسبب السلطان، وإن كانت النار بدخان فتحصيل مال من الأيتام حراماً، وإن رمت النار شرراً فإنه يحصل له خصومة وقتال بسبب أخذه مال الأيتام.
ومن رأى من تلك النار حرارة وحمي فإنه يستغاث به من مكان بعيد أو يحم.
ومن رأى أن بيده ناراً مشتعلة فإنه يحصل له خير ومنفعة من السلطان.
ومن رأى أنه يرمي على الناس ناراً فإنه يدل على إلقاء العداوة بين الخلق.
وإن رأى تاجر أن النار قد التهبت في دكانه وقماشه ومتاعه فإنه يدل على بيعه الذي يساوي درهماً بثلاثة دراهم ولم يشفق على مخلوق.
ومن رأى أن النار قد التهبت في بيته فإنه يدل على المصادرة من الملوك والجبابرة.
ومن رأى أن النار قد أحرقت ملبوسه فإنه يدل على وقوع الفتنة والخصام مع أقاربه أو يغتم من أجل فقد مال.
ومن رأى ناراً قد خرجت من تحت الأرض وارتفعت نحو السماء فإنه يدل على محاربة أهل ذلك المكان مع الباري عز إسمه والعياذ بالله من ذلك الزور وقول الكذب والعصيان.
ومن رأى أن النار قد انتقلت من مكان إلى آخر ولم يحصل ضرر فإنه يدل على منفعة له، وإن كان فقيراً استغنى.
ومن رأى أن النار تقع من السماء أو من الهوى كالمطر فإنه دليل على البلاء والفتنة وسفك الدم من جهة الملوك والسلاطين وإلقاء العداوة بينهم وقتل كثير من الناس في هذا المكان، وقيل النار في التأويل نوعان: نار ضارة ونار نافعة فالنار الضارة كما حكي عن ابن سيرين أنه أتاه رجل فقال رأيت كأن أصل خفي احترق بالنار وأصاب الآخر من النار سفع فقال له لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها فذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء يسير فكان كذلك. وأما المظلمة المحرقة فتدل على الحزن والمرض والوباء، خصوصاً إذا كانت ذات لهب وتدل أيضاً على الخوف، فمن رأى أن النار وقعت في الدور حتى خربت كلها فإنه يقع هناك قتال وتذهب أموالهم والنار في الصحراء حروب وصوت النار صخب وصراخ.
ومن رأى كأنه أخذ جمرة من سلطان فإنه ينال مالاً حراماً من قبل السلطان.
ومن رأى كأن بطنه انشق ورأى فيه ناراً فإنه يأكل مال الأيتام ظلما والنار النافعة هي المضيئة وتأويلها للخائف أمن وحظ جيد من السلطان وضوؤها يدل على الشعث وإيقاد النار على باب السلطان ينتفع به الناس.
ومن رأى أنه قاعد مع قوم حول النار يأمن ضررها فإنه ينال نعمة وبركة لقوله تعالى: ” أن بورك من في النار ومن حولها “.
ومن رأى كأن النار اشتعلت بداره ولا دخان لها فإنه يرزق الحج إن شاء الله تعالى.
ومن رأى ناراً مضيئة في ليلة مظلمة فإنه يصيب قوة وسروراً وشرفاً لقوله تعالى في قصة موسى ” إني آنست ناراً ” فنال قوة وجاهاً ونبوة. وأما النار المضيئة التي لا دخان فيها فهي للوالي ولاية وللتاجر ربح وللعزب إمرأة وشرب النار كلام قبيح من سلطان.
ومن رأى أن ناراً أصابته فإنه يدل على إنسان قد وعده بشيء وهو يفي بما وعده لقوله تعالى: ” النار وعدها الله الذين كفروا ” الآية.
ومن رأى كأن دخاناً أظله فإنه يصيب حمى لقوله تعالى: ” وظل من يحموم “.
ومن رأى كأنه قدح ناراً ليصطلى بها فإنه يستعين بسلطان قاسي القلب في شدة فقر.وإن رأت إمرأة إنها قدحت ناراً فانقدحت نار مضيئة فإنها تلد غلاماً واجتماع المقداحة والزناد يدل على ولاية وانتظامها لأن الحجر قساوة والحديد بطش وبأس شديد وانقداح النار من بين حجرين قتال رجلين فاسقين وإطفاؤها تسكين فتنة. وأما إطفاء النار المضيئة في بلد فهو موت رئيسها وفي دار موت قيمتها. وأما الرماد فعلى ثلاثة أوجه: فمنهم من قال إنه لا ينتفع به، وقيل هو كلام باطل وقيل إنه مال حرام وقيل يسعى في أمر السلطان ولا يحصل منه إلا التعب لقوله تعالى: ” كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف “. وقيل رؤيا النار المشتعلة حصول مكروه ممن يركن إليه.
ومن رأى ناراً يأكل بعضها بعضا فإنه يؤول بحصول مصيبة منكبة لملك ظالم في ذلك المكان.
ومن رأى ناراً صعدت من الأرض إلى السماء فإنه يؤول بأن أهل ذلك المكان عصوا الله ورسوله.
ومن رأى ناراً أنزلت من السماء على مكان ولم تحرقه فإنه حصول ضعف ووخم لأهل ذلك المكان.
ومن رأى ناراً وقعت في سلعة فإنها تنفق ويصيب صاحبها خيراً.
ومن رأى ناراً وقعت في بنيان أو خشب فإنه مصيبة تنزل بأهل ذلك الموضع.
ومن رأى أن في بيته لهب نار فإنه إن كان بينه وبين أحد شر ومنازعة فإنهم يصطلحون ويحصل لهم نعمة ويصيرون إخواناً لقوله تعالى: ” إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً “.
ومن رأى أنه أوقد من النار ضوءاً ليستأنس به فإنه حصول علم ينظر فيه ويتفكر ويؤنسه ذلك، وإن لم يوقد فإنه لا ينتفع بذلك العلم.
ومن رأى ناراً أحرقت عضواً منه أو ثوباً فإنه يصيبه ضرر بقدر حرقه أو مصيبة فيمن يعز عليه.
ومن رأى ناراً عظيمة لا تشبه هذه النار قد أودع وألقى فيها فإنه نجاة ممن يخاف ويحذر.
ومن رأى أنه جعل ناراً في وعاء وأحرزها لنفسه أو أضاء بها فإنه مال حرام.
ومن رأى أنه يطفئ ناراً، وقد أوقدها لمصلحة ومنفعة فإن ذلك فقره، وقد يحصل له في الدنيا ذكر.
ومن رأى أنه يطوقها فوق سريره أو تحته وكان مريضاً أو مكروباً فهو دليل على فاقته وذهاب كربه.
ومن رأى ناراً توقد تحت قدر وهي تغلي ولم يعلم ما فيها ثم انطفأت النار وبردت القدر، فإن كان مريضاً عوفي.
ومن رأى شرراً يتناثر عليه فإنه يقال فيه ويسمع مكروهاً وكثرة الشرر مصيبة.
ومن رأى أن بيده شعلة من نار فإنه يصيبه سعة من سلطان، وإن كان لها دخان كان في سلطانه ذلك حدث أو هول.
ومن رأى شرراً وقع في قوم فإنه تقع فيهم العداوة والشحناء.
ومن رأى الشرر يأكل ما جاء عليه فإنه كلام وشر ومنازعة أو حرب بين قوم وضرر لهم. ورؤيا الدخان هول عظيم وقتال شديد وحرب، وإن كان مع ذلك الدخان لهب فإنه قتل ذريع يصيب الناس، وإن كان دون لهب فجمع بلا حرب وفتنة بلا قتل. وبالمجمل فإن رؤيا النار تؤول على ستة وعشرين
وجها: فتن واشتغال وفساد وتشعب وخصومة وكلام قبيح ومنع المقصود وغضب السلطان وعقوبة ونفاذ وعدم تدبير وعلم وحكمة وطريق الهدى ومصيبة وفزع وحرقة وسلطان وطاعون وبرسام ونفاطات ونصيحة وأمن ومال حرام ورزق ومنفعة.
لابن شاهين – رؤيا النار والشرر والحطب والفحم والرماد ونحوها