رؤيا القيد يؤول على أوجه: قال أبو سعيد الواعظ: القيد في التأويل ثبات صاحب الرؤيا على أمر هو فيه من خير أو شر، وقيل إن كان القيد متخذاً من حبل فهو ثبات على أمر الدين لقوله تعالى: ” واعتصموا بحبل الله جميعاً “.وإن كان من رصاص فإن ثباته يكون على أمر غير قوي.وإن كان من صفر كان ثباته على أمر مكروه.وإن كان من فضة كان ثباته على تزويج.وإن كان من ذهب فهو انتظار رجوع مال ذاهب عنه.وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق وبغض.وإن كان من حطب كان ثباته على نميمة.وإن كان من خيط أو خرقة فإن ثباته في أمر غير ثابت ولا دائم، وقيل إذا رأى الأمير في أحد رجليه قيداً فإنه يدل على سفره من مملكته وحصول التعويق في سفره، وإن كان القيد على رجليه فإنه يدل على حصول ولاية.
ومن رأى أن برجليه أربعة قيود فإنه يرزق أربعة أولاد.
ومن رأى كأنه مقرون في قيد مع رجل دلت رؤيته على اكتسابه معصية كبيرة ويخاف عليه انتقام السلطان لقوله تعالى: ” وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد “. وقيل من رأى أن برجليه قيداً من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض، وإن كان من رصاص تكون المنفعة من النصارى بزواجه من أهل الكتاب، وإن كان من نحاس تكون المنفعة من اليهود، وإن كان من فضة فإنه يتزوج امرأة، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض.
ومن رأى أنه مقيد وهو من أهل الخير والصلاح فإنه ثبات في دينه.وإن كان سلطان أو من يقوم مقامه فإنه يدوم في حكمه وولايته.وإن كان مريضاً أو محبوساً أو مكروباً فإنه يطول مكثه.وإن كان مسافراً أو يهم بالسفر فيقيم عن ذلك.وإن كان القيد من فضة فإنه يمتحن بامرأة.وإن كان من ذهب فإنه يذهب له شيء.وإن كان من صفر أو رصاص أو ما يشبه ذلك فإنه تحصي خير ومنفعة أزيد بما كان يقصده في سفره.وإن كان من حديد كانت إقامته لعذر قاطع وقيل جربت رؤيا القيد مراراً عديدة فلم أرى منه إلا خيراً وكلما ثقل القيد كان أعظم في الثبات وأجود. وبالمجمل فإن رؤيا القيد تؤول على أربعة أوجه: كفر ونفاق وبخل واحتفاظ من المعصية ويحتاج في ذلك إلى اعتبار الرائي على ما فيه من خير أو شر.
لابن شاهين – رؤيا الضرب والقيد والسجن ونحو ذلك