فصل :
من صار في صفة
أشرف المرسلين محمد ﷺ أو صاحبه أو لبس بعض ثيابه :
ارتفع ذكره ، وتشرف به أهله ومعارفه ، ويكون صالحًا في دينه ودنياه ، وأما إن أعرض عنه أو شتمه أو تغير عنه ، حصل للرائي نكد ، وربما كان على أمر مكروه. وكذلك الحكم لسائر الأنبياء عليهم السلام ، وللصديقين ، والصحابة ، والتابعين ، رضوان االله عليهم أجمعين. من صاحب واحدًا منهم ، أو صار في صفته ، أو لبس بعض ملبوسه فأعطه من أحكامه ما جرى لذلك ، على قدر ما يليق به من الخير والشر. واالله تعالى أعلم بالصواب.
قال المصنف :
رؤية سيد المرسلين عليه السلام ورؤية سائر الأنبياء تختلف بالنسبة إلى أحوال الرائي لكونهم لاي َرون حقيقة في كل وقت ، فإن الرائي يقول : رأيت النبي الفلاني فيفسر على ما اعتقد ، كما إذا قال : رأيت أنه أعمى فيقول : أنت على بدعة وضلالة أعمى عن الحق ونحو ذلك. وربما دل النبي عليه السلام على أمور.
كما قال إنسان : رأيت كأني حامل للنبي عليه السلام فوقع من يدي َمات ، فقلت له : كان لك مصحف أو كتاب حديث فضاع ، قال : نعم ، قلت : وغفلت عن صلاتك ، وكان لك ولد فسافر ، قال : نعم ، قلت : وكان معك سراج فوقع تكسر ، فضحك وقال : صحيح ، وذلك لأن النبي ﷺ يسمى السراج المنير. ونحو ذلك فقس إن شاء الله تعالى.