فصل : وأما

النجوم

(22) فكل واحد منهم دال على ما دل الشمس والقمر عليه ويدلون على العلماء لكونهم لا يظهرون إلا بالليل. فمن رأى أن النجوم جاءت إليه ، أو إلى داره ، أو اجتمعت عنده ، أو كأنه يرعاها ، أو يتحكم فيها ، ولم تؤذه ؛ فإن كان يصلح للملك ، ملك ، وإلا تولى ولاية تليق به ، وربما تزوج وجاء الكبراء إلى عنده ، أو يرزق ذرية ، أو أقارب ، أو أصحاب ، أو أموال ، أو عبادة ، أو تلاميذ. ويكون ذلك على قدر كثرتها وقلتها. أو دراهم ، أو دنانير. ونحو ذلك.

قال المصنف :

وافقه في النجوم. قال رجل : رأيت كأنني صرت صائغًا وأنا آخذ النجوم وأعبر بهن في بيت النار ، قلت : أنت رجل خباز وأنت تقطع من الأرغفة وتخبأه فتب إلى الله ، فقال : ما بقيت أعود. فافهم ذلك.

ولما رأى يوسف عليه السلام الشمس والقمر والنجوم له ساجدين فسره له والده عليه السلام بما فسره. وقسنا عليه الأقارب والمعارف والأموال والفوائد والعلوم والتقرب من الأكابر وعلو المنازل ، لأنه قال في تمام تفسيره :

وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ

إلى آخر الآية. ومن ذلك ؛ رأى إنسان كأنه سقط من الثريا نجم ، فقلت له : أنتم سبع إخوة ذكور ، قال : نعم ، قلت : يموت واحد منكم ، فمات.

ومثله رأى آخر ، قلت : أنت خادم لا إخوة ولا أولاد لك ، لكن عندك سبعمائة درهم أو سبع آلاف يروح سبع ذلك ، فجرى ذلك. وقال آخر : أخذت من الثريا نجمًا وخبأته ، قلت له : سرقت لؤلؤة من كلانبٍذ أو من حلقه ، فكان ذلك. ورأى آخر أنه حمل الثريا على عود فسقط منها نجم أتلف شعره ،فقلت : حملت شمعة لها ُشَعب أحرق عمامتك بعض تلك الشعب ، قال : نعم.

وقال آخر رأى أنه يسجد لبنات نعش ، قلت : أنت تحب امرأة غسالة للموتى أوبنت غاسلة ،قال: نعم، قلت:وهي تعبر دور الأكابر، قال:صحيح، وذلك لأن بنات نعش قريبات من قطب الفلك.

وقال آخر : رأيت أنني ملكت القطب وبنات نعش ، قلت : يصير لك طاحون أو معصرة بحجر ، فجرى ذلك.

وقال آخر : رآيت كانني أدور مع بنات نعش وقد عضني نجم منهن ، قلت : أنت في مكان فيه جماعة يرقصون فحصل لك نكد من أحدهم ، فقال : نعم. وقال آخر : رأيت أنني صرت من بنات نعش ، قلت له : قد قرب أجلك ، فمات بعد أربعة أيام. وقال آخر : رأيت كأنني آكل بنات نعش ، قلت : ترث جميع أولادك وأقاربك.

ومثله قال آخر ، قلت : أنت حمال نعش الموتى ورزقك منه ، قال : نعم.

ومثله قال آخر ، قلت : تبيع النعش وتأكل ثمنه.

ومثله قال آخر ، قلت : تبيع دواب طاحونك أو معصرتك وتأكل ثمن ذلك.

وعلى هذا فقس موفقًا إن شاء الله تعالى.


(22) قال النابلسي : من رأى الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها ، وآان لها نور وشعاع ، فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء . فإن لم يكن نور ، فلا خير فيه لصاحب الرؤيا . فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه ، فإن والديه راضيان عنه . فإن لم يكن لهما شعاع ، فإنهما ساخطان عليه.