فصل :
فإن كان في السماء شموس
وهي تؤذي الناس. فأقوام ظلمة ، وأرباب شر. وأما إن نفع ضوأهم : فأرباب عدل ، وربح وراحات ، وربما يكون في الزراعات والثمار وآل ما يحتاج إلى الشمس وآثرة الفائدة والخير. وآذلك القمر إلا أن دولته بالليل ، وهو أنزل منها مرتبة.
قال المصنف :
إذا رؤي الشمس والقمر مجتمعين في مكان وكان صاحبه خائفًا أو مريضًا : خشي عليه لقوله تعالى
( وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) )
ويدل أيضًا على خصام الزوجين والأخوين والولدين والغلامين والجاريتين وعلى مرض العينين ونحو ذلك.
واعتبر القمر بأحوال الرائي. آكما قال لي إنسان : رأيت كأنني آكل القمر ، قلت له : أبعت طبقًا أو مرآة وأكلت ثمن ذلك ، قال : نعم.
ومثله قال آخر ، قلت : يموت من يعز عليك وتأكل ميراثه ، فمات ولده.
وقال آخر : رأيت وجه إنسان صار قمرًا ، فقلت : نخشى عليه برصًا أو طلوعًا في وجهه ، فقال : جرى ذلك.
وقال آخر ، رأيت كأنني وقعت في القمر وأنا في شدة ، قلت له : اترك القمار.
ومثله قال آخر ، قلت له : تغرق ، فمات غرقًا. وقال آخر : رأيت كأنني أسبح في قمر وأنا ألتذ بذلك ، قلت له : تغرق.
ورأى إنسان أن القمر قد صار له حرارة آحر الشمس ، قلت : يتولى بعض نواب الكبراء منصب من استنابة ، فإن نفع الناس ذلك الحر نالت رعيته به خيرًا وإلا فلا.
ورأى آخر أن ضوء الشمس صار باردًا وزال ذلك الحر ، قلت : إن كان ذلك في زمن الصيف عدل المتولي ونالت الرعية منه راحة ثم عن قليل يموت ، فمات قاضيهم بعد أنح ُسَنت سيرته ، وقلت : يقع مطر لا نفع فيه ، فوقع المطر وكان في الصيف خلاف العادة.
فصل :
قتال الشمس مع القمر :
دليل على حرب يقع ، وملوك تنتفع. فإن كان كأنه في نوم النهار : فالغلب للشمس ، يظهر أهل الحق.
وإن كان كأنه في ليل : فالغلب للقمر ، ويظهر أهل الظلم ، لأنه متولي الظلمة ، والظلمة يشتق منها الظلم.