تفسير المعكوس الخفي

البحر والنار

  • البحر يدل على النار، والنار تدل على البحر:

    • إذا رأى الإنسان كأنه دخل النار: ربما يعني أنه سبح في البحر.
    • إذا احترق في النار: فقد يعني أنه غرق.
    • إذا مشى على الصراط: فقد يعني أنه ركب في مركب.
  • قصة تفسير رؤية الماء والنار:

    • كما قال لي إنسان: رأيت كأن رجلي تلفت بماء البحر، فقلت له: نخشى عليها حريقًا. فكان كما قلت.
    • ورأى آخر كأنه يحتجم، فقلت له: يُكتب مكتوب لأجل مال.
    • وكما قال آخر: رأيت كأني أكتب على بدني، فقلت: تحتجم. فكان كما ذكرت.

المشتري والبائع

  • المشتري: بائع، والبائع: مشتري:
    • المشتري يشير إلى ما خرج من يده، والبائع يشير إلى ما دخل إليها.

قال المصنف

لما أن دل البحر على الجليل القدر ودل على الرجل النافع، وكذلك النار دلّت على قاطع الطريق والمؤذي، قام كل واحد مقام الآخر في الحكم. فإذا رأى أحد أن البحر آذاه أو أغرقه وكان الرائي في مكان لا بحر فيه، كأكثر أرض الشام والحجاز ونحو ذلك، تكلمنا عليه بحسب ما يليق به، ثم نقول: وربما يحترق لك شيء.

  • سبب قيام البحر مقام النار:

    • لأنه عندما يغيب البحر، تقوم النار مقامه لكونها عامة في موضع عدم فيه الماء، لما ذكرنا من اشتراكهما في تلك الأحكام.
  • تشبيه الحجامة بالكتابة:

    • لأن الحجام يمسك بأنامله ويجعل الجرح سطورًا، ويبقي الدم يجري كالمداد، فأشبه الكاتب في ذلك، فقام كل واحد منهما مقام الآخر.
    • هذا النوع من التأويل هو معكوس في الحكم وخفي، لقلة استعمال الناس له، بل لعدم معرفة أكثرهم له.

افهم ذلك إن شاء الله تعالى.


(11) وهذا النوع يحتاج إلى معرفة كبيرة بنصوص الشرع، ورموز النصوص، واستعارات الكتاب والسنة.