أنواع الرؤيا أربعة

النوع الأول: المحمودة ظاهرًا وباطنًا

  • مثال: من يرى أنه يكلم الباري عز وجل، أو أحد الملائكة، أو الأنبياء عليهم السلام، في صفة حسنة أو بكلام طيب. أو من يرى أنه يجمع جواهر أو مآكل طيبة، أو يرى كأنه في أماكن العبادة مطيعًا لربه عز وجل. ونحو ذلك.
  • قال المصنف: لما كانت الرؤيا لا يعرف جيدها من رديئها إلا الخبير بهذا الشأن، فبينت للمعلم أن لا يلتفت إلى ما اعتقدته النفس خيرًا لفرحها به حين الرؤيا، ولا أن ذلك رديء لكونها فزعت منه. بل يعتمد على الذي ينبغي في أصول هذا العلم، على ما بيناه إن شاء الله تعالى (4).

النوع الثاني: محمودة ظاهرًا مذمومة باطنًا

  • أمثلة:
    • سماع الملاهي أو شم الأزهار، فإن ذلك يدل على هموم ونكد.
    • من يرى أنه يتولى منصبًا عاليًا لا يليق به، فهو رديء.
  • قال المصنف:
    • سماع الملاهي غالبًا لذهاب الهموم، وشم الأزهار يكون له طيب الرائحة، لكنه بعد ذلك يكون نكدًا.
    • مثل هذه الأمور تحتاج إلى نفقات وأموال دون ثمرة تعود بالنفع، فتكون غرامة بلا فائدة، مما يجلب النكد.
    • الأزهار غالبًا تطلب لأصحاب الأمراض، ولذلك فهي تحمل دلالة على النكد.
    • كل شيء مرصد لشيء آخر يدل على وجود ذلك، وربما يدل على الفرج في بعض الحالات.

النوع الثالث: المذمومة ظاهرًا وباطنًا

  • أمثلة:
    • من يرى حية لدغته، أو نارًا أحرقته، أو سيلًا أغرقه، أو تهدمت داره، أو تكسرت أشجاره.
    • هذه الرؤى سيئة، ظاهرًا وباطنًا، لدلالتها على الهم والنكد.

النوع الرابع: المذمومة ظاهرًا المحمودة باطنًا

  • أمثلة:
    • من يرى أنه ينكح أمه، أو يذبح ولده.
    • هذه الرؤى تدل على الوفاء بالنذر، والحج إلى أكبر أماكن العبادة، وعلى أنه ينفع أمه، أو يزوج ولده، وعلى مواصلة الأهل والأقارب، وعلى رد الأمانات (5).

قال المصنف

  • لما كان الوطء مواصلة ولذة بعد مودة ومؤانسة غالبًا، فإنه يدل على الإحسان إلى من ذكرنا في موضعه.
  • قد يكون الوطء محرمًا، فيدل على دخول الرائي في أماكن محرمة عليه أو مقامات عالية مثل الكعبة عند المسلمين، والقدس عند اليهود والنصارى، وبيت النيران عند من يعتقده.
  • ذبح الولد يدل على ما ذكرنا قياسًا على قصة الخليل عليه السلام.

(4) يمكن أن يكون الإنسان محبًا للهو والأفراح، مع أنها سيئة الدلالة، فالتفسير لا يتوقف على حب النفس أو بغضها. قد يكون ذلك صحيحًا في بعض الأحيان، لكنه لا يأخذ حكم الغالب.

(5) قد يكون ذبح الولد دليلاً على العقوق في أحيان أخرى، وذلك يعتمد على قرائن الرؤيا الأخرى، إذ أن الرؤيا لا يجب أن تُؤول منفصلة الرموز، بل تُؤول بانضمام كل رمز إلى الآخر.