الفصل الثاني: الرؤيا على قسمين - صحيح وفاسد
القسم الأول: الرؤيا الصحيحة
- ماهيتها: هي الرؤيا التي تكون من اللوح المحفوظ، وهي التي تترتب عليها الأحكام (1).
القسم الثاني: الرؤيا الفاسدة
ما هي الرؤيا الفاسدة؟
- تعريفها: هي الرؤيا التي لا حكم لها، وتنقسم إلى خمسة أقسام:
-
حديث النفس:
- يحدث عندما يُحدّث الإنسان نفسه في اليقظة بشيء، ثم يراه في المنام.
- يشمل أيضًا ما اعتاد عليه الإنسان.
- قال المصنف: بدأت بذكر الفاسد لندرته. فإذا عُرف الفاسد، علم أن ما سواه هو الصحيح. وقد ذكر بعض العلماء أقسامًا أخرى كالسحرة وبعث الشياطين، ونحو ذلك، وهذا ليس بصحيح (2).
- ملاحظة المصنف: ما ذكرته من أقسام الفاسد كافٍ وغير مختلف فيه.
-
غلبة الدم:
- يحدث عندما يرى الشخص الحمرة الكثيرة، أو الأشياء المضحكة، أو الملهية.
-
غلبة الصفراء:
- يرى الشخص أشياء صفراء كثيرة، أو شموسًا، أو نيرانًا، دون وعي واضح.
-
غلبة السوداء:
- يرى الشخص كثرة الدخاخين، أو الخسف، أو السواد، أو ما يشبه ذلك.
-
غلبة البلغم:
- يرى الشخص أمطارًا، أو غيومًا، أو مياهًا، أو بياضًا، دون وعي واضح.
تفسير المصنف لزيادة في الرؤى الفاسدة
- قال المصنف:
- كل قسم من الأقسام الفاسدة إذا رُؤي ومعه زيادة، فإن كانت الزيادة من نفس جنس الفاسد، فلا حكم لها.
- أما إذا كانت الزيادة من غير جنس الفاسد، فاترك تفسير الفاسد وركز على تفسير الزيادة (3).
(1) يقصد المصنف الرؤيا التي تكون وحيًا من الله عز وجل، إذ أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه البخاري -: “الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة”، ولقوله صلى الله عليه وسلم: “لم يبق إلا المبشرات” أي الرؤى الصالحة.
(2) نفي المصنف صحة ذلك يستدعي النظر، إذ أن الصواب أن الرؤيا التي تكون بعثًا من السحرة، أو رؤيا شيطان، لا حكم لها لكذبها، ولأنها في الأصل تكون لتخويف الرائي وتقنيطه وحثه على الشر والفساد، لذا وجب إلحاقها بالقسم الفاسد.
(3) إذ يمكن للرائي أن يرى جزءًا صالحًا ثم تتدخل عليه أضغاث الأحلام، أو يتلاعب الشيطان به في بقية الرؤيا لإفسادها عليه. حينئذ ينبغي تأويل الجانب الصالح فقط، مع الانتباه إلى وجوب عدم التسرع في الجزم بكون الرؤيا فاسدة المعنى والرموز لعدم العلم بمعانيها، كما فعل خلصاء العزيز في قصة يوسف عليه السلام عندما قالوا: (أضغاث أحلام) وكانت الرؤيا صالحة المعاني، وشاء الله تحققها.